و جالت بعينيها المحمرَّتين تبحث عن أختها في الدين ؛
تلك التي أقنعتها بلبس النقاب و الجلباب !!..
فما إن رأتها حتى قصدتها مُسرعةً و مالت على وجهها تلفحهه بأنفاسها :
أختاه !!.. يقولون في البيت أنني صرت مُتخلِّفة !!..
أنني أرتدي خيمة سوداء !!..
يقولون إنني غرابٌ شؤم !!..
أنني أهرب من نظر الرجال لأني معقدة جنسيًا و لا أستطيع أن أتحكم في نفسي !!..
يقولون … يقولون ما لا أستطيع قوله !!…
و سالت دموعها و علت نهنات صدرها المكدود من طول النشيج ؟؟!!..
نظرت إليها أختها في الله و مسحت عن عينيها الدمع و رفعت وجهها إليها و قالت :
أخيَّتي الحبيبة !!..
أنت حقيقةً أختي - فرباط الإيمان أقوى من رباط الدَّم -,
و أنت أقرب لي من أختي - بنت أبي و أمِّي - التي واجهتني بنفس التهم و الطعنات !!..
أخيَّتي !!..
إن الله جعل المرأة المسلمة كيانًا لا يوصل إليه إلا من طريق الزواج
و لا يقترب منه من غير هذه الطريق إلا محرمٌ شُق دمه من دمها أو شارك فيه !!..
فلا يمسها إلا زوجها الذي اجتهد في طلب مهرها و لا يزال يجتهد في إعاشتها و سترها !!..
زوجها لها ساعٍ و حارسٌ و حبيب !!..
و لا يكلمها غيره إلا من وراء حجاب سابغ بغير ما تبذل و لا خضوع !!..
و لا يرى وجهها الطاهر إلا هو - ليسعد به - ,
أو سائر المحارم ليهنأوا بنور الحياء في فلقة بدرٍ تحمل من دماهم أثرًا و عنوانًا !!..
أخيَّتي أنت لست رخيصة ليبدو لحمك !!..
و لست هينة و لا دنسة ليكون بدنك غرضًا لكل لامسٍ أو ناهش !!..
أخيَّتي !!..
أعلنيها صريحةً في وجه أولئك الشياطين !!..
إني طهَّرني ربي بهذا الزي و قدَّس بدني عن نظركم و لمساتكم و قدّس روحي عن صولاتكم و خداعكم !!..
أعلينها صريحة و اصرخي بها !!..
( أيها الدَّنِسُون .. إنني مقدَّسة )
و هُنا رقأ دمع ذات النقاب و عَلَت وجهها الحييَّ البسمة و ردَّدت شفتاها :
" إنني مُقَدَّسَة "
(انتهى)
منقول من : خواطر , للمهندس : أبوسهيل
من أراد التعليق فليعلق هناك مشكورا